زهرة اللوتس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العودة

اذهب الى الأسفل

العودة Empty العودة

مُساهمة من طرف sara الخميس ديسمبر 20, 2007 10:03 am

كان هذا اليوم هو يوم ظهور نتائج اختبارات الثانوية العامة
سار مسعود ومحمد جنباً الى جنب في طريقهما لشراء جرائد هذا الصباح التي نشرت فيها نتائج الاختبارات والكل يخفق قلبه وجلاً . . . امسك مسعود الصحيفة دون ان يتطلع أليها

اما محمد فقد اخذ يتطلع الى وجه مسعود قبل ان يقول مسعود .. ماذا نفعل ان …

قاطعه مسعود : لا تهول الأمر

عاد محمد يقول : ولكن .. لو لم نستطع دراسة الطب ؟

أجاب مسعود : فلنتوكل على الله

أخذا يبحثان في الصحيفة حتى وجدا اسم محمد ..أغمض محمد عينيه ، ثم فتحهما ليقرأ نسبته ، وتوسعت حدقتاه ثم اغرق في الضحك وهو يهتف : مسعود نسبتي ثمانية وتسعون .

صاح مسعود : فعلتها يا محمد ؟ تستطيع أن تدرس

قال محمد : لنبحث عن اسمك الآن
وما مرت دقيقة حتى قال مسعود بتوتر ، ، ها هو اسمي ثم قرأ ما بجانبه

وصاح صيحة فرح لاهثاً : محمد .. أتراها ام أنني لم أرها جيداً ؟

ضحك محمد هاتفاً : بل هي ما قرأت . . إنها تسعة وتسعون

ثم عانقه قائلاً : مبروك يا ابن عمي . . لقد غلبتني بواحدة

قال مسعود : هيا لنخبر أهلنا بذلك وبما ان بيت أحدهما ملاصقا للأخر ، فقد أخذا يركضان معاً وافترقا عند بابي بيتهما ، ليبشر كل منهما اهله .

كان لمحمد اخ اكبر منه وثلاثة صبيان اصغر منه ،، اما مسعود فكان أكبر اخوته ، وله أختان اثنان ،، كان كل منهما يعمل والده مزارعاً وهذه هي مهنة اغلب رجال ذاك الحي الصغير القابع بين الجبال والمحاط بالمزارع الوارفة الظلال

قرر مسعود ومحمد التسجيل لدى وزارة التعليم العالي بهدف دراسة الطب في دولة شقيقة

قررا تجربة حظهما فسجلا معا في نفس اليوم وانتظر كل منهما يوم إعلان القبول او الرفض ،، وفي يوم لطيف الجو كان مسعود ببيت محمد ينتظران رنين الهاتف الذي يحمل معه القضاء على أمالهما او نموها ،، ورن الهاتف حاملاً معه نباً ساراً ،، لقد قبل محمد ومسعود وسيبعثون الى جمهورية مصر العربية ،، هبَّ مسعود ومحمد لإخبار والديهما في المزرعة ثم عاد مسعود الى المنزل ،، دلف الى الداخل فاذا به وجها لوجه أمام اخته عائشة ،، ابتسمت فابتسم ثم ضحك واطلق العنان لضحكته سألته : ما الذي حصل ؟

اجاب مسعود : لقد قبلت

أطلقت شهقة وهي تهتف : أحقاً ما تقول ؟

قال : او تظنين انني سعيد لانهم رفضوني ؟

ضحكت وقالت : اخبرت امي ؟

سألها : اين هي ؟

تلفت حولها ثم اجابت : اظنها في المطبخ توجه مسعود الى المطبخ ثم دخل فالتفتت اليه وابتسمت قائلة : ما وراءك ؟

هتف : ابشري يا اماه .. لقد قبلت

اخذتها الدهشة وهي تتمتم : قبلت ؟ !

اجاب : اجل . . لم انت مندهشة

صاحت : لم اكن أتوقع ذلك ابدا . . هل لأبيك علم بذلك ؟

فتحت فاها وكأنها تهم بقول شيء . . ثم أطبقت

لاحظ ابنها ذلك فسألها مستفهماً : أتريدين قول امر ما ؟

نظرت اليه والعبرة في عينيها وقالت : لاشيء فقط اني اعجب من الدهر وتصاريفه ، لم اكن احلم بان يدرس بالخارج فرد من افراد هذا البيت البسيط ،، مرت لحظة صمت أردفت فيها : واين سيرسلونك ؟

اجاب : مصر سندرس انا ومحمد الطب

واقبل اليوم الموعود ،، يوم الوداع ذاك اليوم الذي شهد وداع الابن لاهله

كان مسعود يستعد لركوب سيارة الأجرة التي ستوصله ومحمد الى المطار كان يعانق والده ويقبل يده ،، اما عائشة فكانت مستندة بكتفها على زاوية باب البيت والام تجهش بالبكاء امام نظرات اطفالها الحيرى ،، لم يلبثوا حينا حتى وصل محمد مع والده ، واستقل مسعود ومحمد السيارة التي ستوصلهم الى العاصمة الى المطار بالتحديد

مضت الأيام ،، والأيام تسرع في سيرها وانتظمت المكالمات تارة من الاهل وتارة من الابن الغائب من خلال احد اتصالاته الى اهله اخبر مسعود والديه بانه سيعود قريبا في اجازة ، واعلم محمد اهله بان العودة قد أزفت ،، وعاد الولدان وقد احتفل كل البيتين لذلك و أقيمت الذبائح ،، انتهت ايام الإجازة وعاد كل فتى الى غربته مواصلا الاتصال الى اهله ، وقد أصبحت تلك عادة في حياته ،، حتى حدث ما حدث وانقلبت كل الموازين

اتصل محمد كعادته بأهله فرد عليه والده قائلاً :

كيف حالك يا بني ؟

بخير حال يا أبت . . لا ينقصنا امر هنا غير لقياكم

تنهد الوالد وهو يغمغم : اصبر فغدا سيأتي يوم اللقاء

أجاب محمد : ها انذا صابر يا والدي

صمت الأب هنيهة ثم سأله : وكيف حال ابن عمك مسعود

رد محمد : مسعود ؟

كان في صوته ارتجاف لحظها والده ، لكنه استمر قائلاً لم يتصل بأهله الاسبوع الماضي . واهله قلقون عليه .. أ هو بخير ؟؟ أين هو الان ؟

اجاب محمد وقد عاد صوته الى ما كان عليه مسعود يذاكر الان في غرفته ،، لديه اختبار غداً ، ولا أظنه يستطيع الاتصال بأهله لكثرة الدروس

همهم الوالد : أهذا كل شيء ؟

أجاب محمد هذا كل شيء .

زفر الوالد زفرة طويلة وانهى كل منهما المحادثة

سألت ام محمد التي كانت جالسة هناك : ماذا قال عن ابن عمه ؟

اجاب الوالد : اخبرني ام مسعود بان ابنها يدرس ، ،وانه في فترة اختبار فلا يشغلن بالهم عليه ،، وابلغيهم سلامه ،، بان البشر على وجهها وقالت : سأفعل بالتأكيد

ومر الاسبوع ،، ،، واتصل محمد ليطمئن على اهله ويطمنهم عليه ،، حدث والدته واخبرها بانه عائد قريباً ،، وصادف ان كانت ام مسعود هناك ،، فاختطفت سماعة الهاتف

كيف حالك يا محمد ،، ارتبك محمد وهو يجيب : الحمد الله انا بخير حال

هتفت لاهثة : تقول انك ستعود قريباً ؟

قال : اجل سأعود بعد غد

غمغمت : ومسعود ؟ هل سيعود ؟

تلعثم محمد قبل ان يقول : لا ادري

ألم يخبرك ؟

خفت صوته وهو يقول : لا

واين هو الان ؟

لا ادري

سألته : كيف لا تدري ؟

صمت محمد لفترة ثم قال : انا لا أرى مسعود دائماً . . انه يدرس في اغلب وقته

سألته مرة أخرى : أدروسه التي تمنعه من الاتصال بنا ؟

همس محمد : اظن ذلك

تنهدت ثم قالت : الحمد الله . . اذن فليحفظه الله ،، بلغه سلام اهله وأشواقهم

قال : سأفعل ان شاء الله

وانهت الاتصال وفي أعماقها هاتف يهتف بان محمد كذب عليها .. لكن لماذا ؟؟

كتمت ما في أعماقها وادخرته لنفسها فتصنعت الابتسامة وذهبت الى بيتها .

كان يمشي مع صديقه الجديد وزميله في الغرفة ذاك الصديق المترف قمة الترف

صديقه الذي يماشي تطورات العصر ،، ها هو مسعود قد انتقل من عيشه البساطة التي كان يحياها الى مصادقة المترفين ،، الى معرفة أساليبهم في التعامل والكلام ،، ومحاولة تقليدهم في كل شيء ،، كان يمشي في ساحة الجامعة عندما سمع صوت محمد يناديه ، فالتفت اليه و قطب حاجبيه وسرعان ما فردهما ،، وانفصل عن صديقه ليهتف

محمد . . اهلا بك يا صديقي . . كيف حالك ؟

صاح به محمد : ما هذا الذي فعلته بأهلك يا مسعود . . انهم قلقون عليك جداً . . لم لا تتصل بهم ليطمئنوا على الاقل .

اجاب مسعود في لامبالاة : يطمئنوا ؟ألا يعلمون بانني ادرس هنا ولا املك الوقت لاضيعه ؟

هتف به محمد في حنق : انت تملك الوقت لتتمشى مع ذاك الصديق الذي غيرك تماما

هنا ارتفع صوت مسعود هاتفاً : لا تخاطبني هكذا يا محمد

هتف محمد : لن تسمع صوتي بعد الان ؟؟

العلاقة التي بيننا انفصلت حتى تعود الى ما كنت عليه ، لكن احب ان الفت نظرك الى امر واحد في البيت يسألون عنك فمكن الأفضل ان تسرع بالاتصال

وولى محمد وهو غاضبا

كانت هذه الكلمات الفيصل بين مسعود وما كان يحيط به من اهله واخوانه

مرت السنوات بسرعة ومسعود يتهرب من اهله ومن ابن عمه ،، وعاد محمد منهياً دراسته حائزاً على الشهادة ،، لكن مسعود لم يعد ،، مما أثار اهله الا ان امه كانت تعلل النفس بانه سيعود يوما رافعاً الرأس ،، وتوفي ابو مسعود ،، وكتمت الوالدة الامر عن ابنها حتى حدث شجار بين محمد وابن عمه مسعود فصاح به محمد : انت لا تستحي ابداً تعتقد ان العلم يغنيك عن اهلك وذويك ،، تظن ان العلم يرفع من شأنك الى فوق قدرك اتعلم انا عندما عدت الى البيت أحسست بقيمة العلم ،، أحسست بانه يقربني من أهلي

ساد صمت تام بين الطرفين فلا مسعود سمع صوت محمد عبر سماعة الهاتف

ولا محمد سمع غير أنفاس مسعود قبل ان يقول : أنت تغار مني

صاح به محمد : عد الى رشدك ،، في الحقيقة انا أشفق عليك عندما ارى والدتك تخفي عنك ما يحدث بالبيت خوفا على مشاعرك وعملك الذي تتوهمه والدتك ،، لقد اخفت عنك نبأ موت والدك ،، لكني لن اخفي عنك ذلك ، عد الى اهلك يا مسعود

همس مسعود " كاذب " ثم اقفل سماعة الهاتف ،، فلم يملك محمد الا ان يتحسر على ابن عمه وصديقه الناكر اهله ،، لكن لم يمضي شهر حتى طرق باب الراحل ابو مسعود اندفعت ابنته عائشة لتفتح الباب ،، ولشد ما هالها ما رأت . . لم تكن بعد سنوات طوال تتوقع ان ترى اخاها مسعود امام عتبة الباب ،، انعقد لسانها من الدهشة ،، فاندفعت تجري وتنادي والدتها واندفعت الام الفاقدة ابنها لسنوات لتقف أمامه وينحني أمامها مقبلاً يدها وجبينها

والمقل تذرف الدمع الغزيز ،، هتف مسعود من بين دموعه أماه تخليت عنكم في وقت لم تتخلوا فيه عني ابداً ،، اخبرني محمد بموت والدي ،، فبدأت أراجع نفسي ،، حينما علمت انك لم تخبريني خوفاً على عملي ،، لم اكن اعمل ،، كنت في ضياع بين ثلة فاسدة

كنت مخدوعاً بهم طوال تلك الفترة ،، كانت عيناي لا تبصران لكني أوكد لك الان بانني عدت الى السبيل القويم بعد ان اكتشفت انهم خونة لا يملكون من دنياهم و أخراهم شيء

هاهنا طرق الباب وفتحت عائشة ، وابتسمت حينما شاهدت ابن عمها محمد

وهمست عائشة : عاد مسعود

اندفع محمد والدنيا لا تكاد تسعه فرحة وسرورا ،، وتعانق ابنا العم والصديقان بعد فراق

دام سنين طويلة تمتم مسعود أشكرك يا محمد . . لقد جعلتني أرى النور بعد ان كنت مغموراً في ظلام ليس بعده ظلام

همس محمد : ذلك لان في قلبك لا زال النور محتاجا لمن يمده بشعاع عاد مسعود الى التمتمة صدق الذي قال " نقل فؤادك حيث شئت من الهوى

ما الحب الا للحبيب الاول

فاكمل محمد :

كم من منزل في الأرض يألفه الفتى

وحنينه أبدا لاول منزل

I love you Like a Star @ heaven santa queen king flower
sara
sara

عدد الرسائل : 96
العمر : 26
تاريخ التسجيل : 13/10/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى